يقدر عدد المسلمين في ألمانيا بأكثر من ثلاثة ملايين، غير أن الكثير من الألمان لا يعرفون شيئا عن العقيدة والثقافة الإسلاميتين، لذلك يحاول مؤلف كتاب "الإسلام للأطفال" تقريب الإسلام إلى قرائه من الأطفال والأجيال الناشئة.
يحاول مؤلف كتاب "الإسلام للأطفال" (Islam für Kids) أنيس حمادة عبر صور كثيرة ونصوص قصيرة تقريب المواضيع الإسلامية إلى قرائه الأطفال. ومن بين هذه الصور رسوم فكاهية تمثل شخصية علاء الدين الشهيرة. ويحاول الخبير المختص بالدراسات الإسلامية من خلال هذا الكتاب، الذي صدر مؤخرا، أن يجوب بالأطفال عبر المساجد والبلدان الإسلامية للتعريف بالثقافة الإسلامية.
وفي هذا الخصوص، يقول حمادة إن هناك حاجة للتعريف بالإسلام في المجتمع الألماني وإن "المعرفة أمر مهم من أجل محاربة الصور الخاطئة والنمطية عن الدين الإسلامي والتعرف على الأشياء من أساسها".
يتكون الكتاب من تسعة أبواب ويتضمن مواضيع عن التاريخ الإسلامي وعن اللغة العربية والقرآن الكريم وعن التقاليد الإسلامية وغيرها من المواضيع الإسلامية في ألمانيا.
محاربة الصور النمطية:
ينحدر أنيس حمادة من أسرة ألمانية فلسطينية. نشأ وترعرع في ألمانيا. وبعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، درس حمادة الدراسات الإسلامية وهو يعمل حاليا كاتبا وناشرا وفنانا.
يعتقد حمادة أن هناك مواضيع معرفية كثيرة لم يتم الكتابة عنها خصوصا بالنظر إلى الصور الخاطئة عن الإسلام لدى عدد من المواطنين الألمان. ويعتقد الناشر أن الإعلام ليس هو المسؤول الوحيد عن انتشار تلك الصور الخاطئة هذه.
غير أن حمادة يشير إلى أن الإعلام "لا يبدي اهتماما كبيرا للكتابة والحديث عن المسلمين المعتدلين أو عن الثقافة الإسلامية اليومية. فالعاملين في الإعلام يعتقدون أنه ليست هناك ضرورة للتعريف بهؤلاء، لأان صورتهم مختلفة عن صور الملتحين أو الذين يقومون بعمليات إرهابية، لذلك فهم يعتقدون أنه ليست هناك من حاجة لتغطية أخبارهم. وهنا بالضبط تكمن المشكلة."
تجاوز الفوارق الثقافية والدينية:
ويعزو حمادة الصور النمطية عن الإسلام إلى عدم معرفة كثير من الألمان بالإسلام: "يعود كذلك إلى صعوبة الموضوع وتشعباته كما هو الحال بالنسبة للدين المسيحي أيضا."
من جانبها اعتبرت رئيسة مبادرة التنوع والاندماج في رياض الأطفال دنا أميربور أن إصدار مثل هذا الكتاب لتقديم معلومات جيدة عن الدين الإسلامي بالألمانية أمرا جيدا.
وتهدف المبادرة المذكورة، التي تتخذ من مدينة بون مقرا لها، إلى الاهتمام بمواضيع التعددية الثقافية منذ السنين الأولى للأطفال وإلى تجاوز الفوارق الثقافية أو الدينية في العملية التربوية لهم. وتنطلق المبادرة من أن التعريف بالعقيدة الإسلامية يمثل جزءً من أنشطتها المختلفة حتى لا تتكون لدى الأطفال صور خاطئة عن الأديان والثقافات.
وفي ختام وصفها لدوافع اصدار الكتاب تقول المسؤولة:" أعتقد أن الأمر أسهل حتى بالنسبة للمربيات في رياض الأطفال، وخاصة عندما يتم الاعتماد على كتاب موثق ورصين للتعريف بالإسلام. وبذلك يتم تقديم معلومات جيدة للطفل تأخذ سنه أيضا بعين الاعتبار."